التاريخ السري محاولة البابا الغريبة لدى سلطان المغرب [3]

التاريخ السري

محاولة البابا الغريبة لدى سلطان المغرب

[3]

البابا اينوسنسيو الرابع Inocencio IV
البابا اينوسنسيو الرابع Inocencio IV


المحاولة الغريبة

كان ملوك الدولة السعدية يستعملون المرتزقة النصارى كجنود يكونون كتيبة خاصة ضمن الجيش المغربي، وقد أراد البابا "اينوسينسيو" الرابع Inocencio IV 
  أن يكون لهؤلاء المرتزقة مدن خاصة بهم يسكنونها ويتحكمون بها لكي تتمكن النصرانية من الاستيلاء على أرض المغرب بهذه الطريقة.


ويبدو أن البابا كان قد سبق له أن قام بمحاولات عديدة مع الخلفاء الموحدين من أجل أن يخصصوا للمرتزقة بعض المدن المغربية الشاطئية، ولكنه لم ينجح في محاولاته، فلجأ إلى طريقة الحصول عليها بواسطة حكامها المغاربة.

وكانت من بين تلك المدن مدينة سلا التي كانت تحكم حكم نصراني حديث العهد بالإسلام، فتكلف البطرس لطريق Rodrigo   بالاتصال به والاتفاق معه على تسليم المدينة إلى قائد الكتيبة المسيحية، وهذا ما يتضح من الرسالة التي بعثها البابا المذكور إلى البطرس بتاريخ: 24 سبتمبر 1245 الموافق فاتح جمادى الأولى 643 يأذن له فيها باستلام مدينة سلا من يد حاكمها، غير أن تلك المحاولة باءت بالفشل لأسباب غير معروفة.

بعض المدن المغربية التي كان يسعى البابا لتخصيصها

وكانت سبتة من بين المدن التي كان البابا "اينوسينسيو يسعى لتخصيصها للمرتزقة، وكان أول عمل قام به في هذا الصدد هو تعيين أسقف يمثله بها، هو الأسقف فيرنانديز ذي اينFernández de Ayn فكتب إلى حاكم سبتة يوم 25 أكتوبر 1246 الموافق  12 جمادى الثانية 644 رسالة يوصيه فيها خيرا بالأسقف المذكور.

الرسائل التي بعث بها البابا

ولم يكتف البابا بهذا، بل نجده يوجه يوم 31 من نفس الشهر الموافق 18 جمادى الثانية رسالة أخرى إلى الخليفة الموحدي "عمر المرتضى" يطلب منه فيها أن يخصص بعض المدن المغربية الشاطئية للجنود المسيحيين العاملين في صفوف الجيش المغربي.

وفي يوم 19 ديسمبر 1246 الموفق 8 شعبان 644 وجه البابا اينوسينسيو الرابع رسالة إلى النصارى القاطنين بأرض المغرب يخبرهم فيها بأنه عين الراهب "لوبي فيرنانديز أين Lope Fernández Ayn  أسقفا بالمغرب.

رسالة الخليفة الموحدي المرتضى إلى البابا
رسالة الخليفة الموحدي المرتضى إلى البابا


البابا يصدر صكا يغفر بموجبه ذنوب الجنود النصارى ضد المغاربة

ونفس البابا أصدر يوم 3 أبريل 1247 الموافق 25 ذي القعدة 644 صكا يغفر بموجبه ذنوب جميع الصليبيين المنظمة ضد المغرب على غرار ما خص به الصليبيين الذين شاركوا في الحملات التي استهدفت أرض فلسطين المقدسة.